القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع لأبي الفضل الشيخ عبد الله بن الصديق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الأكرمين.
وبعد: فمنذ ثلاثين سنة، طبعت رسالة (بداية السول في تفضيل الرسول) بتعليقاتي. ثم طبعت مرة ثانية بتلك التعليقات، وطبعت مرة ثالثة بتعليقات الشيخ محمد ناصر الألباني، وقد تعرض لي في مقدمة تعليقاته، وتهجم علي، وهو هجام، مع اعترافه بأنه استفاد من النسخة التي صححتها تصحيح بعض الأخطاء في المخطوطة التي علق عليها. وأبى أن يترك اعترافه، دون أن يشفعه بما يكدر صفوه، فلمزني بأشياء حصلت في تلك الرسالة، أذكرها وأجيب عنها بحول الله.
قال: أولا، لقد جرى الشيخ في تخريج الأحاديث، على سنن جمهور المخرجين، فهو لا يعني إلا نادرا ببيان مرتبة الأسانيد من الصحة والضعف، بل ولا الأحاديث.
وأقول: لم أبين الأسانيد، لأن الرسالة في الفضائل النبوية، ولتلك الأحاديث ما يؤيدها من القرآن والسنة الصحيحة. على أن مما قرره العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب ما لم يكن موضوعا، ونص على هذا الإمام أحمد وابن المبارك والسفيانان وغيرهم من الأئمة، واستمر العمل على هذا في جميع الأعصار، إلا أن ابن العربي المعافري شذ عن الجمهور، فقال: لا يجوز العمل بالضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب، وتبعه القنوجي في نزل الأبرار، وقلدهما الألباني، لولوعه باتباع الشواذ. على أن