(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) فبكيت وقلت أنتم تعرفون القرآن فقالت نحن أعرف به منكم أيها الأحياء، فقلت فأخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني، قالت ذاك عملك السيئ قويته فأراد أن يغرقك في نار الجحيم، قلت فالشيخ قالت ذاك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السيئ، فقلت يا بنية ما تصنعون في هذا الجبل، قالت أطفال المؤمنين قد اسكنوا فيه إلى أن تقوم الساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم فانتبهت فزعا مرعوبا فكسرت آلات المخالفة وتركت جميع ذلك وعقدت مع الله توبة نصوحا فتاب علي سبحانه، أي قبل توبتي.
393 - (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) رواه الطبراني عن أنس وسعيد ابن منصور عن سلمان موقوفا، ورواه البخاري في تاريخه الأوسط عن سمرة مرفوعا وفيهم عشرة أقوال أصحها ما دل عليه الحديث من أنهم في الجنة وذكرها الحافظ ابن حجر في شرح البخاري وغيره، ثانيها أنهم في مشيئة الله تعالى، ثالثها أنهم تبع لآبائهم في النار، رابعها أنهم في سرح بين الجنة والنار، خامسها وعليه الأكثر أنهم في النار، سادسها أنهم سيصيرون ترابا، سابعها أنهم يمتحنون في الآخرة فمن امتثل دخل الجنة وإلا فالنار، ثامنها أنهم يبقون في المحشر، تاسعها الوقف، عاشرها الإمساك، وفي الفرق بينهما دقة وخفاء فليتأمل (1).
394 - (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) هذه رواية الأكثر عن أنس وجابر وابن عباس وعائشة وغيرهم، وفي رواية للطبراني من حديث يزيد بن خصيفة مرفوعا بلفظ التمسوا الخير، ورواه الدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة بلفظ ابتغوا الخير عند حسان الوجوه، وفي رواية القمسلي إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه، وفي لفظ اطلبوا الحوائج والخير وفي آخر اطلبوا الخير، أو قال العرف وكلاهما عند العسكري، وعند بعضهم من الزيادة فإن قضى