فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٣ - الصفحة ٧٦٢
4349 (الذبيح إسحاق) أخذ به الأكثر وأجمع عليه أهل الكتابين وعزى الثلاثين من الصحب وتابعيهم أو يزيدون واختاره ابن جرير وجزم به في الشفاء لكن سياق الآية شاهد لكونه إسماعيل إذ هو الذي كان بمكة ولم ينقل أن إسحاق كان بها ورجحه معظم المحدثين وقال الحليمي: إنه الأظهر وأبو حاتم: إنه صحيح والبيضاوي: الأظهر وابن القيم: الصواب قال: والقول بأنه إسحاق باطل من نيف وعشرين وجها قاله المصري ويدل لكونه إسماعيل أنه سبحانه وصفه بالصبر دون إسحاق فدل على أنه الصبر على الذبح وبصدق الوعد فدل على أن المراد أنه وعد بالصبر على ذبح نفسه ومن ثم قيل للمصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ابن الذبيحين (قط في) كتاب (الأفراد عن ابن مسعود البزار) في مسنده (وابن مردويه) في تفسيره (عن العباس بن عبد المطلب) قال الهيثمي: وفيه المبارك بن فضالة ضعفه الجمهور اه‍ ورواه عنه الحاكم من طرق وقال على شرطهما وقال الذهبي: صحيح (ابن مردويه) في التفسير (عن أبي هريرة) قال ابن كثير: فيه الحسن بن دينار متروك وشيخه منكر ورواه ابن أبي حاتم مرفوعا وموقوفا والموقوف أصح وتعقبه المصنف بأن البزار رواه مرفوعا وله شواهد.
4350 (الذكر خير من الصدقة) أي من صدقة النفل وظاهره أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه أبي الشيخ والذكر خير من الصيام اه‍. فتركه غير مرضي قال الكشاف وذكر الله يتناول كل ما كان عن ذكر طيب كتسبيح وتهليل وتكبير وتمجيد وتوحيد وصلاة وتلاوة قرآن ودراسة علم (1) وغير ذلك مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغرق به ساعات ليله ونهاره. (تنبيه) لو اقترن بالذكر فعل لم يبطل ثوابه كما بينه ابن عربي حيث قال: قد يكون الإنسان في بعض أموره موفق أو في بعضها مخذولا كالذاكر لله بقلبه ولسانه وهو يضرب بيده من يحرم ضربه لم يقدح في ذكره كما لا يرفع ذلك الذكر إثمه (أبو الشيخ)) ابن حبان (عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضا الديلمي.
(1) وضبط النفس عن الحرام إجلالا لله، والسعي على المعاش عبودية لله، وخدمة المسلمين وإدخال السرور عليهم إكراما لربهم ومولاهم سبحانه وتعالى، وهكذا. دار الحديث 4351 (الذكر نعمة من الله فأدوا شكرها) (1) باللسان والأركان والجنان فذكر اللسان القول وذكر اليد العمل وذكر النفس الحال والانفعال وذكر القلب المعرفة والعلم واليقين ولكل شئ ذكر بحسبه ومن ثمرات الذكر أنه يوسع الرزق والإعراض عنه يقلله ولذا قال بعض أكابر الصوفية لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا ويظلم عليه وقته ويشوش عليه رزقه (تنبيه) قال ابن عربي: الذاكرون أعلى الطوائف مطلقا ولهذا ختم الله بذكرهم صفات المقربين من أهل الله فقال: * (إن المسلمين والمسلمات) * إلى أن ختم بقوله * (والذاكرون الله كثيرا) * وما ذكر بعد الذاكر شيئا
(٧٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 757 758 759 760 761 762 763 764 765 766 767 ... » »»
الفهرست