فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
2724 (أنزل القرآن على سبعة أحرف) اختلف فيه على نحو أربعين قولا من أحسنها ما قرره الحرالي حيث قال: الجوامع التي حلت في الأولين بداياتها وتمت عند المصطفى صلى الله عليه وسلم نهاياتها هي صلاح الدين والدنيا والمعاد وفي كل صلاح إقدام وإحجام فتصير الثلاثة ستة هي حروف القرآن الستة التي لم يبرح يستزيدها من ربه حرفا حرفا فلما استوفى الستة وهبه ربه سابعا جامعا فرد الأزواج له فتم إنزاله على سبعة أحرف وتفصيل هذه السبعة تكفل بتبيانه الحديث الآتي بعده بخمسة أحاديث المغني عن طلبتها بالحدس والتأويل المبطل لشعب تلك الأقاويل وفي بيانه شفاء العي وثلج اليقين (حم ت عن أبي) بن كعب (حم عن حذيفة) قال الهيثمي: فيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر.
2725 (أنزل القرآن من سبعة أبواب) أي أبواب البيان كما في المنجد (على سبعة أحرف كلها) قال في الديباج: المختار أن هذا من متشابه الحديث الذي لا يدرك تأويله والقدر المعلوم منه تعدد وجوه القراءات (شاف كاف) أي كل حرف من تلك الأحرف شاف للغليل كاف في أداء المقصود من فهم المعنى وإظهار البلاغة والفصاحة وقيل المراد شاف لصدور المؤمنين لاتفاقها في المعنى وكونها من عند الله كاف في الحجة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم لإعجاز نظمه. (طب عن معاذ) بن جبل قال الهيثمي: رجاله ثقات.
2726 (أنزل القرآن على سبعة أحرف) قال القاضي: أراد بها اللغات السبع المشهود لها بالفصاحة من لغات العرب وهي لغة قريش وهذيل وهوازن واليمن وبني تميم ودوس وبني الحارث وقيل القراءات السبع وقيل إنما أراد أجناس الاختلافات التي يؤول إليها اختلاف معاني القرآن فإن اختلافها إما أن يكون في المفردات أو المركبات: الثاني كالتقديم والتأخير نحو * (وجاءت سكرة الموت بالحق) * وجاءت سكرة الحق بالموت، والأول إما أن يكون بوجود الكلمة وعدمها نحو * (فإن الله هو الغني الحميد) * قرئ بالضمير وعدمه أو تبديل الكلمة بغيرها مع اتفاق المعنى مثل * (كالعهن المنفوش) * وكالصوف المنفوش أو اختلافه مثل * (وطلح منضود) * وطلع منضود أو بتغييرهما إما بتغيير هيئة كإعراب نحو * (هن أطهر لكم) * بالرفع والنصب أو صورة نحو * (انظر إلى العظام كيف ننشزها) البقرة: 259 * وننشرها أو حرف مثل * (باعد، وبعد، بين أسفارنا) * وقيل أراد أن في القرآن ما هو مقروء
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست