فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
على رفعها عند قوله إلا الله (هق ه) وكذا الديلمي عن (ابن عمر) بن الخطاب ثم قال: أعني البيهقي تفرد به الواقدي وليس بالقوي وقال الذهبي في المهذب: بل مجمع على تركه وقال في موضع آخر: هالك وفي الميزان عن ابن المديني يضع الحديث ثم أورد له أخبارا هذا منها.
3255 (تحفة الصائم) بضم التاء وسكون الحاء وقد تفتح أصله وحفة أبدلت الواو تاء (الدهن والمجمر) يعني طرفته التي تذهب عنه مشقة الصوم وشدته وأصل التحفة طرفة الفاكهة ثم استعمل في غير الفاكهة من الألطاف ذكره ابن الأثير.
(ت هب) من حديث سعد بن طريف عن عمير بن مأمون (عن الحسن بن علي) أمير المؤمنين قال الديلمي: وسعد وعمير ضعيفان وقال ابن الجوزي: لا يعرف إلا من حديث سعد وقد قال يحيى: لا تحل الرواية عنه وقال ابن حبان: يضع الحديث انتهى وقال الذهبي تركه واتهمه ابن حبان.
3256 (تحفة الصائم الزائر) أخاه المسلم حال صومه (أن تغلف (1) لحيته ويذرر (2) وتجمر ثيابه، وتحفة المرأة الصائمة الزائرة) لنحو أهلها أو بعلها أو أخوتها (أن تمشط) ببنائه للمفعول وكذا ما بعده (رأسها وتجمر ثيابها وتذرر) أي أن ذلك يذهب عنها مشقة الصوم، وهل المراد أن ذلك يفعل بدل الضيافة أو أنه يضاف إلى الضيافة عند الغروب؟ فيه احتمالان (هب) من رواية سعد بن طريف المذكور عن عمير المزبور (عنه) أي الحسن ثم قال أعني البيهقي عقبه وسعد غيره أوثق منه.
(1) " تغلف لحيته ": تلطخها بكثرة، وذلك بالطيب. دار الحديث (2) " يذرر ": يطيب بنوع طيب، أو يكحل بنوع كحل، ففي حديث عائشة " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه بذريرة "، وهو نوع من الطيب. وفي حديث آخر " تكتحل المحد بالذرور "، وهو ما يذر في العين من الدواء اليابس. من " النهاية " لابن الأثير، بتصرف يسير.
وفي لسان العرب " ذر الشئ، يذره ": أخذه بأطراف أصابعه ثم نثره على الشئ. دار الحديث (3) " تجمر ثيابه ": تطيب بالبخور. دار الحديث 3257 (تحفة المؤمن) زاد الديلمي في روايته في الدنيا والتحفة ما يتحف به المؤمن من العطية مبالغة في بره وألطافه (الموت) لأن الدنيا محنته وسجنه وبلاؤه إذ لا يزال فيه في عناء من مقاساة نفسه ورياضة شهواته ومدافعة شيطانه والموت إطلاق له من هذا العذاب وسبب لحياته الأبدية وسعادته السرمدية ونيله للدرجات العلية فهو تحفة في حقه وهو وإن كان فناءا واضمحلالا ظاهرا لكنه بالحقيقة ولادة ثانية ونقله من دار الفناء إلى دار البقاء (1) ولو لم يكن الموت لم تكن الجنة ولهذا من الله علينا بالموت فقال: * (خلق الموت والحياة) * قدم الموت على الحياة تنبيها منه على أنه يتوصل منه إلى
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست