فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٤
إذا ظالم استحسن الظلم مذهبا * ولج عتوا في قبيح اكتسابه فكله إلى ريب الزمان فإنه * ستبدي له ما لم يكن في حسابه فكم قد رأينا ظالما متجبرا * يرى النجم تيها تحت ظل ركابه فلما تمادى واستطال بظلمه * أناخت صروف الحادثات ببابه وعوقب بالظلم الذي كان يقتفي * وصب عليه الله سوط عذابه ويكفي في ذمه * (وقد خاب من حمل ظلما) *.
- (ق ت عن ابن عمر) بن الخطاب.
2059 - (إن العار) أي ما يتعير به الإنسان زاد في رواية والتخزية (1) (ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي) وفي نسخة لي والأول هو ما في خط المصنف (إلى النار) نار جهنم (أيسر علي مما ألقى) من الفضيحة والخزي مغروز في أسته (وإنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب) لكنه يرى أن ما هو فيه أشد وأكثر إيلاما لكثرة ما يقاسيه من نشر فضائحه على رؤوس الأشهاد في ذلك الوقف الحافل الهائل الجامع للأولين والآخرين وهذا فيمن سبق عليه الكتاب بالشفاء والعذاب وأما من كتب في الأزل من أهل السعادة فيدنيه الله تعالى منه، يعرفه ذنوبه ويقول له ألست عملت كذا في يوم كذا وكذا في وقت كذا فيقول بلى يا رب حتى إذا قرره بها واعترف بجميعها يقول له فإني سترتها عليك في الدنيا وأنا أسترها عليك اليوم كما جاء في خبر آخر فلا يلحقه عار ولا فضيحة (ك) في الأهوال من حديث الفضل بن عيسى الرقاشي عن ابن المنكدر (عن جابر) وقال صحيح وتعقبه الذهبي بأن الفضل واه فأبى له الصحة؟ وفي الميزان عن بعضهم لو ولد الفضل أخرس لكان خيرا له ثم ساق الحديث ومن مناكيره هذا الخبر وقال الهيثمي رواه أبو يعلى أيضا وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه.
2060 - (إن العبد) أي الإنسان حرا أو قنا (ليتكلم) في رواية يتكلم بحذف اللام (بالكلمة (1) اللام للجنس حال كونها (من رضوان الله) أي من كلامه فيه رضى الله تعالى ككلمة يدفع بها مظلمة (لا

(1) أي من القبائح التي فعلها في الدنيا كغادر ينصب له لواء غدره عند أمته والغال من الغنيمة نحو بقرة يأتي وهو حامل لها وغير ذلك.
(2) أي الكلام المشتمل على ما يفهم الخير أو الشرك سواء طال أم قصر كما يقال كلمة الشهادة.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»