فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ١ - الصفحة ٧٨
لا يستوي المنزلان ثم ولا * الأعمال لا تستوي طرائقها هما فريقان فرقة تدخل * الجنة حفت بهم حدائقها وفرقة منهم قد أدخلت النار * فساءت بهم مرافقها تعاهدت هذه القلوب إذا * همت بخير عاقت عوائقها إن لم تمت غبطة تمت هرما * للموت كأس والمرء ذائقها وصدها الشقاء عن طلب * الجنة دنيا الله ما حقها عبد دعا نفسه فعاتبها * يعلم أن المصير رامقها ما رغبة النفس في الحياة وإن * تحيا قليلا فالموت لاحقها يوشك من فر من منيته * يوما على غرة يوافقها قالت: ثم انصرف إلى رحله فلم يلبث إلا قليلا حتى طعن في خاصرته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها. وأخرج الدينوري في المجالسة عن محمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي عن أبيه عن جده عن جد أبيه قال: سمعت ابن أبي الصلت عند وفاته وأغمي عليه قليلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى سقف البيت فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما. لا عشيرتي تحميني ولا مالي يفديني ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال:
كل عيش وإن تطاول دهرا * صائرا أمره إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي * في رؤس الجبال أرعى الوعولا ثم فاضت نفسه. وأخرج ابن عساكر عن الزهري قال: قال أمية:
ألا رسول لنا منا يخبرنا * ما بعد غايتنا من رأس مجرانا ثم خرج إلى البحرين فأقام مدة ثم قدم الطائف فقال: ما محمد؟ قالوا يزعم أنه نبي. فقدم عليه فقال: يا ابن عبد المطلب أريد أن أكلمك فموعدك غدا فأتاه في نفر من أصحابه وأمية في جماعة من قريش فجلسوا في ظل البيت فبدأ أمية فخطب ثم سجع ثم أنشد الشعر ثم قال: أجبني فقال: * (بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم) * حتى إذا فرغ منها وثب أمية فتبعته قريش تقول:
ما تقول يا أمية قال: أشهد أنه على الحق. قالوا: فهل نتبعه؟ قال: حتى أنظر. ثم خرج إلى الشام وقدم رسول الله المدينة فلما قتل أهل بدر أقبل أمية حتى نزل بدرا ثم ترحل يريد رسول الله فقيل له:
ما تريد قال: محمدا قيل: وما تصنع به؟ قال: أو من به وألقي إليه مقاليد هذا الأمر، قال: تدري من في القليب؟ قال: لا، قال: فيه عتبة وشيبة وهما ابنا خلف فجدع أذني ناقته وقطع ذنبها فرجع إلى مكة وترك الإسلام فقدم الطائف على أخته فنام عندها فإذا طائران فذكر نحو قصة أخته عنه وأنه مات عقب ذلك (تنبيه) هذا الحديث قد يعارضه الحديث الآتي: " عند الله علم أمية بن أبي الصلت " وقد يقال قال ذلك أولا ثم أوحي إليه بعد ذلك بأنه مات كافرا. وأراد بالقلب محل القوة العاقلة من الفؤاد سمي قلبا للتقلب والتقليب وللطيف معناه في ذلك كان أكثر قسم النبي بمقلب القلوب. قال الغزالي:
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة