أم كلثوم بنة النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية تحت عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية تحت أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله تعالى * (تبت يدا أبي لهب) * قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة رأسي من رؤسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عتبة طلاق ابنته رقية وسألته رقية ذلك مطلقها وطلق عتيبة أم كلثوم قال فلما طلقاهما جاء عتيبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له كفرت بدينك وفارقت ابنتك ثم سطا عليه فشق قميص النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة السلام (اللهم سلط عليه كلبك) فخرج نحو الشام تاجرا فنزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلا فطاف بهم الأسد فعدا عليه من بني القوم فقتله قال زهير بن العلا وحدثني هشام بن عروة عن أبيه فذكره نحوه وقال فلما طاف بي الأسد تلك الليلة وكانوا ناموا وجعلوا عتيبة وسطهم فأقبل الأسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه وخلف عثمان بن عفان بعده على رقيه رضي الله عنهما انتهى ذكره الثعلبي عن عروة بلفظ المصنف من غير سند وفي آخره سعر حسان وروى الحاكم في المستدرك في تفسيره سورة تبت عن عباس بن الفضل الأزرق ثنا الأسود بن شيبان ثنا أبو نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم سلط عليه كلبك) فجهز أبو لهب البز إلى الشام وبعث معه ولده وقال لغلمانه إني أخاف على ابني دعوة محمد فتعاهدوه فكانوا إذا نزلوا منزلا ألزقوه بالحائط وجعلوا عليه الثياب والمتاع قال فبينما هم كذلك إذ جاء سبع فنشله فقتله انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه البيهقي في دلائل النبوة كذلك وقال هكذا قال عباس بن الفضل لهب بن أبي لهب وعباس ليس بالقوي وأهل المغازي يقولونه عتبة بن أبي لهب ومنهم من يقول عتيبة انتهى
(٣٧٨)