تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٣ - الصفحة ١١٤
قال (إن النبي لا يومض) وهو مرسل طريق آخر روى الطبري في تفسيره في سورة الأنفال حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (وإن يريدوا خيانتك) * الآية قال ذكر لنا رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فنافق ولحق بالمشركين بمكة فسمع ذلك رجل من الأنصار فنذر لئن أمنكه الله منه ليقتلنه فلما كان يوم الفتح أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن ضبابة وابن خطل وامرأته فجاء عثمان بابن أبي سرح وكان أخاه من الرضاعة فقال يا رسول الله هذا عبد الله قد جاء تائبا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع به الأنصاري جاء متقلدا سيفه وجعل يطيف به وهو ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يومي إليه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم يده إليه فبايعه ثم قال (والله لقد تلومتك فيه لتوفي بنذرك) فقال يا نبي الله إني هبتك فلولا أومضت إلي فقال إنه لا ينبغي لنبي أن يومض انتهى وليس في شيء منها ذكر عمر ولا قوله ظاهرهم وباطنهم واحدا ومعنى الحديث في سنن أبي داود في الجهاد عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة قال (اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة) عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن أبي سرح فأما ابن خطل فأدرك متعلقا بأستار الكعبة فقتله سعيد بن حريت إلى أن قال وأما عبد الله بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيعة جاء به حتى أوقفه فقال يا رسول الله بايع عبد الله فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال (أما كان فيكم رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله) قالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينيك قال (لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين) مختصر
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»