فإن الله داقهم دق البيض على الصفا وإنهم لكم طعمة فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لأجل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرفضوا به فقال سعد حكمت فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقا وقدمهم وضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير قلت هذا كله في سيرة ابن هشام في غزوة بني قريظة عن ابن إسحاق من قوله إلا قوله عليه السلام لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فإنه أسنده حدثني عاصم بن عمير بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد ابن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم قال قال ابن إسحاق ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة فخندق بها خندق ثم بعث إليهم فضربت أعناقهم في تلك الخنادق فخرج بهم إليه أرسالا وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر يقول كانوا بين الثمانمائة إلى التسعمائة وبقية الحديث مفرق في طول القصة إلا قوله فإن الله داقهم دق البيض على الصفا فإنه قال بدله إني عامد إليهم فمزلزل بهم ورواها بهذا اللفظ أبو نعيم في دلائل النبوة فقال في الفصل الثامن والعشرين وهو فصل المغازي ثنا عبد الله بن محمد في جماعة قالوا ثنا عبد الله ابن محمد البغوي ثنا الحكم بن موسى ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ثنا معاذ ابن رفاعة حدثني أبو الزبير عن جابر قال لما رابط النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير
(١٠٣)