ستة آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى فقال (إن عندي ما ترون إن خير القول أصدقه اختاروا إما ذراريكم ونساؤكم وإما أموالكم) قالوا ما كنا نعدل بالأحساب شيئا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إن هؤلاء جاءوا مسلمين و إنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئا فمن كان بيده شيء وطابت نفسه أن يرده فشأنه ومن لا فليعطنا ولكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطيه مكانه) قالوا رضينا وسلمنا فقال (إني لا أدري فلعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا) فرفعت إليه العرفان قد رضوا قلت رواه البخاري في صحيحه في الجهاد مع تغيير يسير من حديث المسور ومروان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء وفد هوازن سألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم فقال عليه السلام (معي من يرون وإن أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إما السبي وإما المال) فقالوا نختار سبينا فقام النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال (أما بعد فإن إخوانكم جاءونا تائبين وإني قد رأيت أن يرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل) فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم (إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم) فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فأخبروهم أنهم قد طيبوا وآذنوا انتهى وروى عبد الرزاق في مصنفه في المغازي في وقعة حنين حدثنا معمر عن
(٦٤)