تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ١ - الصفحة ٧٣
وقال البيهقي في المعرفة في القصاص في الجمع بين الروايتين كما قال السهيلي وقال ابن سعد في الطبقات في باب غزوة خيبر وفي الغزوة سمت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له شاة مسمومة فأكل منها وهو وناس من أصحابه فيهم بشر بن البراء بن معرور فمات منها فيقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها وهو الثابت عندنا ثم روى في آخر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا أن بشر بن البراء لما مات أمر بها عليه السلام فقتلت ثم قال حدثنا محمد بن عمرو هو الواقدي حدثني إبراهيم ابن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة قال وحدثنا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله قالا لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واطمأن عمدت زينب بنت الحارث إلى شاة فصلتها وشاورت يهود في سم تجعله فيها فأجمعوا لها على سم بعينه لا يطبى يقول يقتل من ساعته فسمت الشاة وأكثرت منه في الكتف فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب وجلس في أصحابه أتت إليه فقالت يا محمد هدية أهديتها إليك ثم وضعتها بين يديه فقال لأصحابه ادنوا فتعشوا فتناول عليه السلام الذراع فانتهسها وتناول بشر ابن البراء عظما آخر فانتهسه فقال عليه السلام ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة فقال بشر و الله يا رسول الله لقد وجدت منها ما وجدت ولكن كرهت أن أنفصل طعامك فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان وتمادى به وجعه سنة ثم مات وقال بعضهم لم يرم من مكانه حتى مات قال وطرح منها لكلب فأكل فلم يتبع يده حتى مات فدعاها عليه السلام فسألها عن ذلك فقالت قتلت أبي وعمي وزوجي وقلت إن كنت نبيا فستخبر وإن كان غير ذلك استرحنا منه فدفعها عليه السلام إلى ولاة بشر بن البراء فقتلوها وهو الثابت عندنا واحتجم عليه السلام وأمر أصحابه فاحتجموا في رؤوسهم وعاش عليه السلام بعد ذلك ثلاث سنين وقال ما زلت
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»