المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٥٢
الشرح المقصد السادس في أنه تعالى يمتنع أن يقوم بذاته حادث ولا بد أولا أي قبل الشروع في الاحتجاج من تحرير محل النزاع ليكون التوارد بالنفي والإثبات من الجانبين على شيء واحد فنقول الحادث هو الموجود بعد العدم وأما ما لا وجود له وتجدد ويقال له متجدد ولا يقال له حادث وهو فثلاثة أقسام الأول الأحوال ولم يجوز تجددها في ذاته تعالى إلا أبو الحسين من المعتزلة فإنه قال تتجدد العالمية فيه بتجدد المعلومات هكذا ذكره الآمدي في أبكار الأفكار وقال الإمام الرازي في نهاية العقول اختلفت المعتزلة في تجويز تجدد الأحوال مثل المدركية والسامعية المبصرية والمريدية والكارهية وأما أبو الحسين فإنه أثبت تجدد العالميات في ذاته تعالى الثاني الإضافات أي النسب ويجوز تجددها اتفاقا من العقلاء حتى يقال إنه تعالى موجود مع العالم بعد أن لم يكن معه الثالث السلوب فما نسب إلى ما يستحيل اتصاف الباري تعالى به امتنع تجدده كما في قولنا إنه أوليس بجسم ولا جوهر ولا عرض فإن هذه سلوب يمتنع تجددها وإلا جاز فإنه تعالى موجود مع كل حادث
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»