الأربعين في الجهاد - المقرئ - الصفحة ٢٨
الحديث الخامس: أخبرنا الشيخ الأجل الثقة عبد الأول بن عيسى بن شعيب أبو الوقت الصوفي أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر البوشنجي بها سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا نعيم بن حماد حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل في سبيل الله - عز وجل - فواق ناقة وجبت له الجنة ".
وهي قدر ما يدر حلبها (1) لمن حلبها (1)

(١) في الدارمي: " وهو قدر ما تدر حلبها ".
(٢) أخرجه الدارمي (٢٣٩٩) بإسناده المذكور هنا. وفيه بقية وهو ابن الوليد، وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث.
وتابع بقية عليه إسماعيل بن عياش الحمصي عند أحمد (٥: ٢٣٥) وابن أبي عاصم (١٣٦) والطبراني في " الكبير " (ج ٢٠ برقم ٢٠٣).
قلت: وإسناده حسن، فإسماعيل قد تكلم في روايته عن غير أهل بلده، وهو حمصي وشيخه في هذا الإسناد وهو " بحير بن سعد " حمصي كذلك.
ولبقية بن الوليد إسناد آخر غير هذا. فقد رواه أبو داود (٢٥٤١) - وعنه البيهقي في " الشعب " (٤: ٢٣) - و ابن أبي عاصم (١٣٧) عن بقية عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ به.
وتابع بقية عليه بن يحيى بن عبيد عند ابن حبان (٤٥٩٩ - الإحسان)، وغسان بن الربيع عند الطبراني (ج ٢٠ برقم ٢٠٦) والبيهقي في " سننه " (٩: ١٧٠)، إلا أنهما ذكرا " كثير بن مرة " بين مكحول ومالك بن يخامر، وأما في رواية البيهقي فلم يذكر.
قلت: سواء ذكر " كثير بن مرة " أو لم يذكر فالإسناد متصل، ولعل عدم ذكره من أخطاء عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " (٣٨٢٠): " صدوق يخطئ، وتغير بآخره ". والله أعلم.
وورد الحديث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر عن معاذ. رواه عن ابن جريج كل من:
١ - عبد الرزاق (٩٥٣٤) وعنه كل من أحمد (٥: ٢٣٠، ٢٤٤) و الطبراني (ج ٢٠ رقم ٢٠٤) و البيهقي في " سننه " (٩: ١٧٠).
٢ - روح بن عبادة عند أحمد (٥: ٢٤٤) و الترمذي (١٦٥٧) والحاكم (٢: ٧٧) وعنه البيهقي في " الشعب " (٤: ٢٣).
٣ - حجاج بن محمد: أخرجه عنه النسائي (٣١٤١).
٤ - الضحاك بن مخلد - وهو أبو عاصم -: أخرجه عنه ابن ماجة (٢٧٩٢) والبيهقي في " الشعب " (٤: ٢٣).
و في جل تلك المصادر: " سليمان بن موسى حدثنا مالك بن يخامر ". و أما في " التهذيب " للمزي في ترجمة سليمان (١٢: ٩٣): " روى عن مالك بن يخامر السكسكي، مرسل "، وفيه كذلك (١٢: ٩٦): " قال ابن معين: سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر: مرسل ". فلعله لذلك تعقب الذهبي تصحيح الحاكم له بقوله: " بل هو منقطع، فلعله من الناسخ ".
قلت: هذا يكون من الناسخ لو كان ذلك في " المستدرك " فقط، فكيف لو كان في جل المصادر التي أخرجت الحديث من هذا الطريق؟!!.
فالصواب إثبات سماعه نظرا لثقة الرواة عنه، والمثبت مقدم على النافي كما هو معلوم، و الله أعلم.
و إن قيل إن في إسناده ابن جريج وهو مدلس، يجاب بأنه صرح بالتحديث في بعض المصادر المذكورة.
وقال ابن حجر في " النكت الظراف على تحفة الأشراف " (8: 414): " أثبت أبو إسحاق الفزاري في روايته عن ابن جريج بين سليمان ومالك (رجلا)، أخرجه أبو يعلى في مسنده من طريقه وابن حبان في صحيحه عنه. فقال: عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه " ا. ه.
قلت: والصواب رواية من تقدم لكثرتهم ولثقتهم، والله أعلم.
وفي الباب عن عمرو بن عبسة، أخرج حديثه أحمد (4: 387) وابن أبي عاصم (138).
وأورده الهيثمي في " المجمع " (5: 275) وقال: " رواه أحمد، وفيه عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف ".
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 26 28 31 33 35 37 38 ... » »»