فافهم فإن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي ولا فاعل سواه ولا خالق إلا هو قال الله سبحانه والله خلقكم وما تعملون أي خلقكم وعملكم وافهم أنه جل وعز الفاعل على الحقيقة وغيره فاعل على المجاز وأنه يتصرف في نسبة أفعال خلقه التي خلقها تارة ينسبها إلى من اكتسبها وظهرت للناظرين منهم فيقول سبحانه جذاء بما كانوا يعملون ويقول يعلمون ما تفعلون والله يعلم ما تصنعون وشبه ذلك كثير وتارة ينسبها إلى نفسه لأنه خالقها فيقول سبحانه فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون نحن نقص عليك أحسن القصص ويقول فإذا قرأناه فاتبع قرآنه جاء في التفسير فإذا قرأه جبريل فاتبع قراءته
(٣٤)