نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٧٥
22 - وقيل له عليه السلام: فيك عظمة.
قال: لا، بل في عزة، قال الله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1).
23 - وقال الشعبي: كان معاوية كالجمل الطب (2)، قال يوما والحسن عليه السلام عنده: [أنا ابن بطحاء مكة] (3) أنا ابن بحرها جودا: وأكرمها جدودا، وأنضرها عودا.
فقال الحسن عليه السلام: أفعلى تفتخر؟!
أنا ابن أعراق (4) الثرى أنا ابن سيد أهل الدنيا، أنا ابن من رضاه رضا الرحمن، وسخطه سخط الرحمن، هل لك يا معاوية من قديم تباهى به، أو أب تفاخرني به، قل لا، أو نعم، أي ذلك شئت، فان قلت: نعم أبيت (5) وإن قلت:

١) أورده في كشف الغمة: ١ / ٥٧٤، وفى العدد القوية ٦ (مخطوط) عنهما البحار: ٤٤ / ١٠٦ ح ١٥، وفى تحف العقول: ٢٣٤، عنه البحار: ٧٨ / ١٠٧ ح ١٤، وفى المناقب لابن شهرآشوب:
٣ / ١٧٦، عنه البحار ٤٣ / ٣٣٨ ح ١٢، وفى مقصد الراغب: ١٢٨ (مخطوط).
وأخرجه في إحقاق الحق: ١١ / ٢٣٦ عن الزمخشري في ربيع الأبرار: ٤١٩ (المخطوط).
والآية: ٨ من سورة المنافقين.
٢) يعنى الحاذق بالضراب. وقيل الطب من الإبل: الذي لا يضع خفه الا حيث يبصر، فاستعار أحد هذين المعنيين لأفعاله وخلاله أورده الجزري في النهاية: ٣ / ١١٠ ٣) من المناقب.
٤) (ب) عروف، وفى المناقب والكشف: عروق.
قال الطريحي: وفى حديث أبي عبد الله عليه السلام: (انا ابن أعراق الثرى) أي: أصول الأرض وأركانها من الأئمة والأنبياء كإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
ومحصله: أنا ابن خير أصول الأرض. (مجمع البحرين: 5 / 213) وقال العلامة المجلسي (ره): رأيت في بعض الكتب أن عروق الثرى إبراهيم عليه السلام لكثرة ولده في البادية، ولعله عليه السلام عرض بكون معاوية ولد زنا، ليس من ولد إبراهيم.
5) في الأصل: أتيت، وما أثبتناه كما في المصادر.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»