نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٧٧
28 - وقال عليه السلام: لا تتكلف مالا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك من العناء (1)، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تبارك وتعالى، ولا تتناول إلا ما ترى نفسك أهلا له فان تكلف مالا تطيق سفه، والسعي فيما لا تدرك عناء، وعده مالا تنجز تفضيح والانفاق من غير فائدة حرب (2) وطلب الجزاء بغير عناء سخافة، وبلوغ المنزلة بغير استحقاق يشفى (3) على الهلكة (4).
29 - وقال عليه السلام - بعد وفاة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وقد خطب، فحمد الله وأثنى عليه وقال -: أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام شك ولا ندم.
وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع وكنتم في مبتدأ كم (5) إلى صفين، ودينكم أمام دنيا كم وقد أصبحتم ودنياكم أمام دينكم، وكنا لكم وكنتم لنا، فصرتم الآن كأنكم علينا ثم أصبحتم بعد ذلك تعدون قتيلين: قتيلا بصفين تبكون عليه، وقتيلا بالنهروان تطلبون ثأره، فأما الباكي مخاذل، وأما الطالب فثائر وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فان أردتم (6) الموت رددناه إليه، وحكمناه (7) إلى الله، وإن أردتم الحياة قبلناه، وأخذنا بالرضا.

1) (أ، ط) الغناء، وكذا التي بعدها.
2) (خ ل) سرف، والحرب - بالتحريك - نهب مال الانسان وتركه لا شئ له.
3) (أ) سعى، (ط) يسعى. وأشفى على الشئ: أشرف.
4) أورده في مقصد الراغب: 128 (مخطوط) إلى قوله: تفضح، بدل (تفضيح) 5) (أ) مبتد آتكم، وفى أسد الغابة منتدبكم.
6) (ب) رأيتم.
7) في المصادر: حاكمناه.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»