نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٦٧
بمضاجع (1) أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك، وكم مرضت بيديك تبغى لهما الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم يستعف [فيهم] (2) بطلبتك، قد مثلت لك بهم الدنيا نفسك، وبمصرعهم مصرعك (3).
58 - وقال عليه السلام: الدنيا دار ممر (4) إلى دار مقر، والناس فيها رجلان:
رجل باع نفسه فأوبقها (5)، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها (6).
59 - وقال عليه السلام: طلاب العلم ثلاثة أصناف فاعرفوهم بصفاتهم ونعوتهم:
فطائفة طلبتها للمراء والجدال: وطائفة طلبتها للاستطالة (7) والختل، وطائفة طلبتها للتفقه والعمل:
فأما صاحب المراء والجدال فمؤذ ممار، متصد للمقال في أندية الرجال فهو كأس من التخشع (8) عار من التورع، فأعمى الله بصره (9) وقطع من آثار العلماء أثره.
وأما صاحب الاستطالة والختل فذو خب (10) وملق، مائل إلى أشكاله مضاد (11)

١) (أ، ط) بمصارع.
٢) ليس في (أ) ٣) رواه الحسين بن سعيد في الزهد: ٤٧ ح ١٢٨ بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام، عنه البحار: ٧٣ / ١٢٥ ح ١١٩، والطوسي في أماليه ٢ / ٢٠٧ بإسناده عن جابر عنه عليه السلام. وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٣ / ٢١٤ بإسناده عن عاصم بن ضمرة.
وأورده الشريف الرضى في نهج البلاغة: ٤٩٢ رقم ١٣١، عنه البحار: ٧٣ / ١٢٩ ح ١٣٥ واليعقوبي في تاريخه: ٢ / ٢٠٨، والمسعودي في مروج الذهب، ٢ / ٤١٩ وابن الجوزي في تذكرة الخواص: ١٦٢.
٤) (أ، ط) مفر.
٥) أي أهلكها.
٦) أورده في نهج البلاغة: ٤٩٣ رقم ١٣٣، عنه البحار: ٧٣ / ١٣٠ ضمن ح ١٣٥ وفى كشف الغمة ١ / 172، وفى تنبيه الخواطر: 1 / 75.
7) (ب) للاستصالة.
8) كذا في (خ ل)، وفى الأصل: التجميع.
9) (أ، ط) خبره.
10) بالكسر: الخدعة.
11) (ب) مضاه.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»