نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٦٥
فأما أخوان الثقة فهم الكهف (١) والجناح، ولأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على (حد) (٢) الثقة فابذل له مالك ويدك، وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر.
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذلك فلا تقطعن، ذلك منهم ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل، لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (٣).
٥٤ - وقال عليه السلام: توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق وآخره يورق (٤).
٥٥ - وقال عليه السلام: ثلاث خصال مرجعها في كتاب الله تعالى على النفس (٥):
البغي، والنكت والمكر، قال الله عز وجل ﴿يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم﴾ (٦) وقال سبحانه ﴿فمن نكث فإنما ينكث على نفسه﴾ (٧) وقال الله تعالى ﴿ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله﴾ (8). (9)

١) في بعض المصادر الكف، وفى بعضها: كالكف. والكهف: هو الملاذ والملجأ.
٢) من (ب).
٣) رواه في الكافي: ٢ / ٢٤٨ ح ٣ بإسناده عن علي عليه السلام، عنه البحار: ٦٧ / ١٩٣ ح ٣.
وفى مصادقة الإخوان: ٢ بإسناده عن أبي جعفر الثاني عن علي عليه السلام: وفى الخصال:
١
/ ٤٩ ح ٥٦ بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عنه عليهما السلام، عنهم الوسائل: ٨ / ٤٠٤ ح ١.
ورواه في الاختصاص: ٢٤٥ بإسناده عن أبي جعفر عن علي عليه السلام، عنه البحار: ٧٤ / ٢٨١ ح ٢، وعن الخصال. وأورده في أعلام الدين: ٥٩ (مخطوط).
٤) نهج البلاغة: ٤١٩ رقم ١٢٨، عنه الوسائل: ٥ / ١٦١ ح ٢، والبحار: ٦٢ / ٢٧١ ح ٦٨ ٥) (ب) الناس.
٦) يونس: ٢٣.
٧) الفتح: ١٠.
٨) فاطر: ٤٣.
٩) نحوه في معدن الجواهر: ٤٨
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»