جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم الحق فعرفتموه فإن عارفه كفاعله وقال ابن وهب عن مالك سمعت ربيعة يقول ليس الذي يقول الخير ويفعله بخير من الذي يسمعه ويقبله قال مالك وقال ذلك للثناء على عمر بن الخطاب ما كان بأعلمنا ولكنه كان أسرعنا رجوعا إذا سمع الحق قال أبو عمر رحم الله القائل لقد بان للناس الهدي غير أنهم غدوا بجلابيب الهوى قد تجلببوا أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال خطب عمر بن الخطاب يوم الجمعة فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله وقال أبو العتاهية رأيت الحق لا يخفى ولا تخفى شواكله لعمرك ما استوى في الا مر عالمه وجاهله وله أيضا إذا اتضح الصواب فلا تدعه فإنك كلما ذقت الصوابا وجدت له على اللهوات بردا كبرد الماء حين صفا وطابا وليس بحاكم من لا يبالي أأخطأ في الحكومة أم أصابا و قرأت على أحمد بن قاسم بن محمد بن معاوية حدثهم قال حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر حدثناأحمد بن علي بن سعيد قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا الأشجعي عن موسى ابن قزوي عن الحسن قال إن أزهد الناس في عالم أهله وشر الناس أو قال شر الأهل أهل ميت يبكون عليه ولا يقضون دينه وقال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبي مسلم الخولاني فذكروا أشياء فقال كعب أزهد الناس في عالم أهله ويروى عن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن قال له ألست ابن يوسف النجار وأمك بغى قال أنه لا يسب النبي ولا يحقر إلا في مدينته وبيته أو قال بلده حدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان بالقيروان قال حدثنا محمد بن علي بن مروان البغدادي
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»