الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٦٣
من بين القتلى وعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدا رحمه الله وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف وهو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح فنظرا الطير تحوم على العسكر فقالا والله إن لهذه الطير لشأنا فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة فقال المنذر بن محمد الأنصاري لعمرو بن أمية الضمري ما ترى فقال أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فقال الأنصاري ما كنت لأرغب عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو ثم قاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه وخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة أقبل رجلان من بني عامر وقيل من بني سليم حتى نزلا معه في ظل هو فيه وكان معهما عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم به عمرو بن أمية وكان قد سألهما حين نزلا ممن أنتما قالا من بني عامر فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب منهما ثأره من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر قال لقد قتلت قتيلين كان لهما مني جوار لأدينهما هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا فبلغ أبا براء ما صنع عامر بن الطفيل فشق عليه إخفاره إياه وقال حسان بن ثابت يحرض أبا براء على عامر بن الطفيل * بني أم البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوائب أهل نجد *
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»