بعث الرجيع وقد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر صفر وهو آخر السنة الثالثة من الهجرة نفر من عضل والقارة وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة فذكروا له أنهم قد أسلموا ورغبوا أن يبعث معهم نفرا من المسلمين يعلمونهم القرآن ويفقهونهم في الدين فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ستة رجال مرثد بن أبي مرثد الغنوي وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وخبيب بن عدي وهما من بني عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد فنهضوا مع القوم حتى إذا صاروا بالرجيع وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز استصرخوا عليهم هذيلا وغدروا بهم فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال قد غشوهم وبأيديهم السيوف فأخذ المسلمون سيوفهم ليقاتلوهم فأمنوهم وأخبروهم أنهم لا أرب لهم في قتلهم وإنما يريدون أن يصيبوا بهم فداء من أهل مكة فأما مرثد بن أبي مرثد وعاصم بن ثابت وخالد بن البكير فأبوا أن يقبلوا منهم قولهم ذلك وقالوا والله لا قبلنا لمشرك عهد أبدا وقاتلوا حتى قتلوا رحمة الله عليهم وكان عاصم بن ثابت قد قتل يوم أحد فتيين من بني عبد الدار أخوين أمهما سلافة بنت
(١٥٩)