الدرر - ابن عبد البر - الصفحة ١٤٢
وذكر ابن إسحاق عن عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه سلم لما قدم المدينة وادعته اليهود وكتب عنه وعنهم كتابا وألحق كل قوم بحلفائهم وشرط عليهم فيما شرط أن لا يظاهروا عليه أحدا فلما قدم رسول الله صلى الله عليه سلم من بدر أتاه بنو قينقاع فقالوا له يا محمد لا يغرك من نفسك أن نلت من قومك ما نلت فإنه لا علم لهم بالحرب أما والله لو حاربتنا لعلمت أن حربنا ليس كحربهم وأنا لنحن الناس قال ابن إسحاق وكان أول من نقض العهد بينه وبين رسول الله صلى الله عليه سلم وغدر من يهود بنو قينقاع فسار إليهم رسول الله وحاصرهم في حصونهم وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم البعث إلى كعب بن الأشرف ولما اتصل بكعب بن الأشرف وهو رجل من نبهان من طيي وأمه من بني النضير قتل صناديد قريش ببدر قال بطن الأرض خير من ظهرها ونهض إلى مكة فجعل يرثي قتلى قريش ويحرض على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا ثم انصرف إلى موضعه فلم يزل يؤذي رسول الله صلى الله عليه سلم ويدعو إلى خلافه ويسب المسلمين حتى آذاهم فقال رسول الله صلى الله عليه سلم من لي بابن الأشرف فإنه يؤذي الله ورسوله والمؤمنين فقال له محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله أنا أقتله إن شاء الله قال فافعل إن قدرت على
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»