التمهيد - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ٢١٠
وعلى هذا (المعنى) كان ابن عيينة رحمه الله يفسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن (1) يقول يستغنى به وأما قوله صلى الله عليه وسلم ولم ينس حق الله في رقابها فللعلماء في ذلك ثلاثة أقوال قال منهم قائلون معناه حسن ملكتها وتعهد شبعها والاحسان إليها وركوبها غير مشقوق عليها كما جاء في الحديث لا تتخذوا ظهورها كراسي (2) وخص رقابها بالذكر لأن الرقاب تستعار كثيرا في موضع الحقوق اللازمة والفروض الواجبة ومنه قوله عز وجل * (فتحرير رقبة مؤمنة) * 3 وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (4) وكثر عندهم استعمال ذلك واستعارته حتى جعلوه في الرباع والأموال ألا ترى إلى قول كثير * غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا * غلقت (5) لضحكته رقاب المال * *
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»