الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١٣٨٩
الحرة ثم لما مات يزيد وولى ابنه أبو ليلى معاوية بن يزيد وذلك سنة أربع وستين عاش بعد أبيه يزيد أربعين ليلة ومات وهو ابن إحدى وعشرين سنة وكان موته من قرحة يقال لها السكتة وكانت أمه أم خالد بنت هاشم ابن عتبة بن ربيعة وقالت له اجعل الخلافة من بعدك لأخيك فأبى وقال لا يكون لي مرها ولكم حلوها فوثب مروان حينئذ عليها وأنشد * إني أرى فتنة تغلى مراجلها * والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا * ثم التقى هو والضحاك بن قيس بمرج راهط على أميال من دمشق فقتل الضحاك وكان مروان قد تزوج أم خالد بن يزيد ليضع منه فوقع بينه وبين خالد يوما كلام فقال له مروان واغلظ له في القول اسكت يا بن الرطبة فقال له خالد مؤتمن خائن فندم مروان وقال ما أدى الأمانة إذا أؤتمن ثم دخل خالد على أمه فقال لها هكذا أردت يقول لي مروان على رؤوس الناس كذا وكذا فقالت له اسكت لا ترى بعد منه شيئا تكرهه وسأقرب عليك ما بعد فسمته ثم قامت إليه مع جواريها فغممته حتى مات فكانت خلافته تسعة أشهر وقيل عشرة أشهر ومات في صدر رمضان سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين وقيل ابن ثمانية وستين وقيل ابن أربع وستين وهو معدود فيمن قتله النساء روى عنه من الصحابة سهل بن سعد فيما ذكر صالح بن كيسان وعبد الرحمن بن إسحاق عن ابن شهاب بن سهل بن سعد عن مروان عن زيد بن ثابت في قول الله عز وجل * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) * الآية ورواه معمر عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت وممن
(١٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1384 1385 1386 1387 1388 1389 1390 1391 1392 1393 1394 ... » »»