الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١٣٨٨
فاستولى عليه إلى أن قتل عثمان ونظر إليه على يوما فقال له ويلك وويل أمة محمد منك ومن بنيك إذا ساءت درعك وكان مروان يقال له خيط باطل وضرب به يوم الدار على قفاه فجرى لقبه فلما بويع له بالإمارة قال فيه أخوه عبد الرحمن بن الحكم وكان ماجنا شاعر محسنا وكان لا يرى رأى مروان * فوالله ما أدرى وإني لسائل * حليلة مضروب القفا كيف يصنع * لحا الله قوما أمروا خيط باطل * على الناس يعطى ما يشاء ويمنع * وقيل إنما قال له أخوه عبد الرحمن ذلك حين ولاه معاوية أمر المدينة وكان كثيرا ما يهجوه ومن قوله فيه * وهبت نصيبي فيك يا مرو كله * لعمرو ومروان الطويل وخالد * * فكل ابن أم زائد غير ناقص * وأنت ابن أم ناقص غير زائد * وقال مالك بن الريب يهجو مروان * لعمرك ما مروان يقضى أمورنا * ولكنما تقضى لنا بنت جعفر * فيا ليتها كانت علينا أميرة * وليتك يا مروان أمسيت آخر * وكان معاوية لما صار الأمر إليه ولاه المدينة ثم جمع له إلى المدينة مكة والطائف ثم عزله عن المدينة سنة ثمان وأربعين وولاها سعيد بن أبي العاص فأقام عليها أميرا إلى سنة أربع وخمسين ثم عزله وولى مروان ثم عزله وولى الوليد بن عتبة فلم يزل واليا على المدينة حتى مات معاوية وولى يزيد فلما كف الوليد بن عتبة عن الحسين وابن الزبير في شأن البيعة ليزيد وكان الوليد رحيما حليما سريا عزله وولى يزيد عمرو بن سعيد الأشدق ثم عزله وصرف الويد بن عتبة ثم عزله وولى عثمان بن محمد بن أبي سفيان وعليه قامت
(١٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1383 1384 1385 1386 1387 1388 1389 1390 1391 1392 1393 ... » »»