الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ٩٥
شكرك ثم تنحى وضرب بيده إلى كمه أو جيبه فأخرج منه دنانير لا أدرى خمسة أو عشرة أو أكثر وأكبر ظني عشرة وقال لي ادفعها اليه واعتذر عنى عنده فإني لم يحضرني غيرها في هذا الوقت أخبرنا عيسى بن سعيد بن سعدان المقرئ قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد قال أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن سيف قال حدثني القسم بن نجيح صاحب المزنى قال قال لي المزنى كنت عند الشافعي يوما ودخل عليه جار له خياط فأمره بإصلاح ازراره فأصلحها فأعطاه الشافعي دينارا فنظر اليه الخياط وضحك فقال له الشافعي خذه فلو حضرنا أكثر منه ما رضينا لك به فقال الخياط إنما دخلت إليك لاسلم عليك فقال الشافعي فأنت إذا زائر وضيف وليس من المروءة أن يستخدم بالزائر ولا بالضيف أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال أنبأنا خالد بن سعد قال أنبأنا أبو عبيدة بن أحمد بن أبي عبيدة قال حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الحميدي يقول قدم الشافعي من صنعاء ومعه عشرة آلاف دينار في منديل فنزل قريبا من مكة وأتاه أصحابه يسلمون عليه فما برح ومعه منها شيء باب ما امتحن به الشافعي مع هارون الرشيد وهو شاب اخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبادل قال حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم الحراني بمصر عن أبيه قال سمعت أبا إبراهيم المزنى يذكر عن الشافعي أنه قال رفع إلى هارون الرشيد أن بمكة قوما من قريش استدعوا رجلا علويا كان باليمن ثم قدم مكة مجاورا
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»