الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ٩٦
فاجتمع اليه من قريش فتية جماعة يريدون ان يبايعوه ويقوموا به فأمر الرشيد يحيى بن خالد بن برمك ان يكتب إلى عامله بمكة ان يبعث اليه من مكة ثلاثمائة رجل كلهم من قريش مغلولة أيديهم إلى أعناقهم قال الشافعي فأشخصت فيمن أشخص مغلولا فلما وردنا العراق اتى بنا إلى دار يحيى بن خالد فدخلنا عليه وقال لنا يا معشر قريش قد رفع عليكم أمر كبير وعسى الله ان ينجيكم من البلاء ان كنتم قد بغى عليكم والذي أراه ان تقدموا من أنفسكم رجلا يخاطب الرشيد أمير المؤمنين عنكم وعن نفسه فقالوا كلهم هذا الشافعي يخاطبه عنا وأشاروا إلى وكنت أحدثهم سنا قال ثم امر بنا فأدخلنا على هارون فقال يا معشر قريش ما حملكم على ما بلغني عنكم ولا تكثروا على قدموا منكم من يكلمني عنه وعنكم فقالوا قد قدمنا هذا وأشاروا إلى وتقدمت ويدى مغلوله إلى عنقي فلما نظر إلى صعد في البصر وصوبه ثم قال يا معشر قريش ألم أجبر فقيركم وأكبر كبيركم وأتفقد صغيركم وألم شعثكم وأحسن إليكم وأقسم العطاء في كل موسم فيكم وأنتم الآن تدعون الخوارج من آل على لتحملوا على أمة محمد بالسيف فقلت أصلح الله أمير المؤمنين ووفقه لما يرضى به عنه ان بنى على لا يرون قريشا الاكعبيدهم وأنتم تعرفون لقريش حق القرابة فهل يصح دعوى مدع عند من يعقل انه يرضى ان يتأمر عليه من يعده عبدا ويترك ان يتأمر عليه من يراه ابن عمه ومثله في نسبه قال فسكت ساعة ثم قال من أنت قلت انا من ولد المطلب ابن عبد مناف انا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فقال الرشيد
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»