معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
وما روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه أن يكون محفوظا عنه صلى الله عليه وسلم بدلالة الكتاب ثم السنة.
فإن قيل: / فأين دلالة الكتاب؟.
قيل: في قول الله عز وجل:
* (ألا تزر وازرة وزر أخرى) *.
وقوله: * (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) *.
وقوله: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) *.
وقوله: * (ولتجزى كل نفس بما تسعى) *.
قال الشافعي:
وعمرة أحفظ عن عائشة من ابن أبي مليكة وحديثها أشبه الحديثين أن يكون محفوظا.
قال: فإن كان الحديث على غير ما روى ابن أبي مليكة من قوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم:
إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها '.
فهو واضح لا يحتاج إلى تفسير لأنها تعذب بالكفر وهؤلاء يبكون ولا يدرون ما هي فيه.
وإن كان الحديث كما روى ابن أبي مليكة فهو صحيح لأن على الكافر عذابا أعلى منه فإن عذب بدونه فيزيد في عذابه فيما استوجب.
وما نيل من الكافر من عذاب أدنى من أعلى منه وما زيد عليه من العذاب فباستحبابه لا بذنب غيره في بكائه عليه فإن قيل: يزيده عذابا ببكاء أهله عليه؟.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»