معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ١١٦
' لا تسبوا فإن الله هو الدهر '.
أخرجه مسلم في حديث هشام بن حسان.
قال الشافعي:
وإنما تأويله _ والله أعلم _ أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هدم أو تلف أو غير ذلك فيقولون إنما يهلكنا الدهر.
وهو الليل والنهار الفنتان والجديدان فيقولون أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر وأتى عليهم.
فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك فيذمون الدهر بأنه الذي يفنينا ويفعل بنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
' لا تسبوا الدهر '. على أنه يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبون الله تبارك وتعالى فإن الله فاعل هذه الأشياء '.
قال أحمد:
وقد روينا عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
' قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار '.
وفي رواية أخرى:
' أقلب ليله ونهاره / فإذا شئت قبضتهما ' وفي رواية أبي سلمة عن أبي هريرة:
' وأنا الدهر بيدي الليل والنهار '.
وفي كل ذلك تأكيد ما قال الشافعي في معنى الخبر.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»