معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٧
1465 - أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر وأبو سعيد قالوا: حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا الثقة عن يحيى بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير قال أخبرتني الثقة - كأنه يعني عائشة - ثم ذكر صلاة النبي [صلى الله عليه وسلم] وأبو بكر إلى جنبه مثل معنى حديث هشام بن عروة عن أبيه.
قال الشافعي في رواية أبي سعيد لم يأمرهم بجلوس ولم يجلسوا ولولا أنه منسوخ صاروا إلى الجلوس بمتقدم امره إياهم بالجلوس وبسط الكلام في هذا.
قال الشيخ:
والذي روي في حديث جابر من أمر النبي [صلى الله عليه وسلم] بالجلوس فإنما هو حين صرع عن فرسه وذلك بين في رواية / أبي سفيان عن جابر مطلق مجمل في رواية أبي الزبير قال الربيع: فقلت للشافعي: فإنا نقول لا يصلي أحد بالناس جالسا ونحتج بآثار.
روينا عن ربيعة أن أبا بكر صلى برسول الله [صلى الله عليه وسلم].
فإن كان هذا ثابتا فليس فيه خلاف لما أخذنا به ولا ما تركنا من هذه الأحاديث.
قد مرض رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أياما وليالي لم يبلغنا انه صلى بالناس إلا صلاة واحدة.
وكان أبو بكر يصلي بالناس في أيامه تلك وصلاة النبي [صلى الله عليه وسلم] مرة لا تمنع أن يكون صلى أبو بكر غير تلك الصلاة بالناس مرة ومرارا.
فكذلك لو صلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] خلف أبي بكر مرة ومرارا لم يمنع ذلك أن يكون صلى خلفه أبو بكر أخرى كما كان أبو بكر يصلي خلف رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أكثر عمره.
قال الربيع:
فقلت للشافعي فقد ذهبنا إلى توهين حديث هشام بن عروة بحديث ربيعة.
قال الشافعي:
إنما ذهبتم إليه بجهالتكم بالحديث والحجج حديث ربيعة مرسل لا يثبت مثله ونحن لم نثبت حديث هشام عن أبيه حتى اسنده هشام عن أبيه عن عائشة والأسود عن عائشة عن النبي [صلى الله عليه وسلم] فكيف احتججتم بما لا يثبت من الحديث على ما ثبت وهو إذا ثبت حتى يكون أثبت حديث يكون كما وصفت لا يخالف حديث عروة ولا أنس ولا يوافقه ولا معنى فيه من حديثنا.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»