معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٤٨٣
الفقيه بالري قال حدثنا محمد بن الفرج الأزرق قال حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا والله أعلم شأن القبلة.
قال الله عز وجل:
* (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) *.
فاستقبل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال:
* (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) *.
يعنون بيت المقدس فنسخها وصرفه الله إلى البيت العتيق فقال:
* (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) *.
قال الشافعي في قوله: * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * يعني والله أعلم: فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه.
658 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال حدثنا النفيلي قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] كان أول ما قدم المدينة على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر فصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد لقد صليت مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قبل مكة. فداروا كما هم قبل البيت.
وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك وأنه مات على غير قبلة قبل أن تحول إلى البيت رجال وقتلوا فلم ندر ما يقول فيهم فانزل الله عز وجل:
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»