وأتت منه فيها البينات والبصائر (1). فمالها عند الله عز وجل قدر ولا وزن. ولا خلق قسما بلغنا خلقا أبغض إليه منها. وما نظر إليها مذ خلقها. ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصه ذلك من حظه من الآخرة فأبى ان يقبلها لعلمه ان الله جل ثناؤه أبغض شيئا فابغضه وصغر شيئا فصغره وان لا يرفع ما وضع الله جل ثناؤه وان لا يكثر ما أقل الله جل وعز ولو لم يخبرك عن صغرها عند الله إلا أن الله جل وعز أصغرها عن أن يجعل خيرها ثوابا للمطيعين. وان يجعل عقوبتها عقابا للعاصين. ومما يدلك على دناءة الدنيا ان الله جل ثناؤه زواها عن أوليائه (2) وأحبائه نظرا واختيارا. وبسطها لأعدائه فتنة واختبارا. فأكرم عنها محمدا نبيه صلى الله عليه وسلم حين عصب على بطنه من الجوع. وحماها موسى (3) نجيه المكلم. وكانت ترى
(٤١)