مرحوما ليس بين إلا نعيم زال وبؤس نزل ومن غيرها ان المرء يشرف على أمله فيقطعه دونه أجله فلا امل مدرك ولا مؤمل مدرك. فسبحان الله ما أغر سرورها واظمأ ريها (1) وأضحى فيأها (2) كأن الذي كان من الدنيا لم يكن وكأن الذي هو كائن منها قد كان لا جاء يرد ولا ماض يرتجع وان الآخرة هي دار القرار ودار المقام وجنة ونار صار أولياء الله إلى الآخرة بالصبر وإلى الامل بالعمل جاوروا الله في داره ملوكا خالدين (وقال كرم الله وجهه) الدنيا دار غرور حائل. وزخرف (3) نائل. وظل آفل وسند مائل. تردى مستزيدها. وتضر مستفيدها. فكم من واثق بها راكن إليها قد أرهقته إيثاقها. وأعطته أرباقها (4).
(٣٤)