ناسخ الحديث ومنسوخه - عمر بن شاهين - الصفحة ٣٩
واستفتح بابه ورتب أبوابه. وأسند الحازمي عن محمد بن ناجية قال: (سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: قدمت من مصر فأتيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل أسلم عليه فقال لي: كتبت كتب الشافعي؟ قلت: لا، قال: فرطت، ما علمنا المجمل من المفسرين، ولا ناسخ حديث رسول الله من منسوخه حتى جالسنا الشافعي رضي الله عنه).
غير أن الشافعي لم يفرد له تصنيفا مستقلا، وإنما وجد هذا العلم في غضون الأبواب من كتبه مفرقا، وكذا في الرسالة له منه أحاديث. قال الحازمي في الاعتبار: (وقد ذكر الشافعي في كتاب الرسالة من هذا الفن أحاديث، ولم يستنزف معينه فيها، إذ لم يصنع الرسالة لهذا الفن وحده، غير أنه أشار إلى قطعة صالحة توجد في غضون الأبواب من كتبه، ولو كانت موجودة لأغنت الباحث عن الطلب، والطالب عن تجشم الكلف، غير أنها بموت الرجال تفرقت، وبأيدي النوائب تمزقت). ثم جرد له غير واحد من الأئمة مصنفات. وسأبدأ بذكر المصنفين في الناسخ والمنسوخ في القرآن، ثم أذكر بعد ذلك المصنفين في الناسخ والمنسوخ في الحديث.
أ - المصنفون في الناسخ والمنسوخ في القرآن 1 - قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب الحافظ (ت 117 ه‍) أحد الأعلام:
له مصنف في ناسخ القرآن ومنسوخه، حصل الخطيب البغدادي على إجازة بروايته في دمشق، وذكره له في مشيخته، كما ذكره له الزركشي في البرهان 2 / 28، وابن قتيبة في المعارف ص: 234، وتوجد منه مخطوطة بمكتبة الأسد بدمشق (الظاهرية) ضمن مجموع 18 (128 أ) و 7899، أوراقها من 65 إلى 67، انظر تاريخ التراث العربي 1 / 75.
2 - محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري أبو بكر المدني (ت 124 ه‍) يعد من الأئمة المتضلعين في هذا العلم، ذكر الحافظ الذهبي في التذكرة 1 / 102 أن له مصنفا في هذا العلم.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»