كتاب الغرباء - محمد بن الحسين الآجري - الصفحة ٣٤
قلت: فلو تشهده في الخلوات يبكي بحرقة ويئن بزفرة، ودموعه تسيل بعبرة فلو رأيته وأنت لا تعرفه لظننت انه ثكلى قد أصيب بمحبوبه، وليس كما ظننت وإنما هو خائف على دينه أن يصاب به لا يبالي بذهاب دنياه إذا سلم له دينه قد جعل رأس ماله دينه يخاف عليه الخسران، كما قال الحسن [رحمه الله].
[10] - رأس مال المؤمن دينه حيث ما زال ذاك معه، لا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال.
قلت: وللغريب أوصاف كثيرة، وقد ذكرت منها ما يكتفى به عن الكثير من القول.
[11] - أخبرنا محمد قال: أنشدني إبراهيم بن محمد لبعض الحكماء في معنى سير الغريب [إلى الله عز وجل] وحده: [من البسيط] الطرق شتى وطريق الحق منفرد * والسالكون طريق الحق افراد لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم * فهم على مهل يمشون قصاد والناس في غفلة عما له قصدوا * فجلهم عن طريق الحق رقاد
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست