كتاب الغرباء - محمد بن الحسين الآجري - الصفحة ٣١
[9] - قال محمد بن الحسين [رحمه الله]:
فإن قال قائل: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: بدأ الاسلام غريبا، وسيعود كما بدأ؟
قيل له: كان الناس - قيل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم - أهل أديان مختلفة يهود، ونصارى، ومجوس، وعبده أوثان، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان من أسلم من كل طبقة منهم غريبا في حية، غريبا في قبيلته مستخفيا باسلامه، قد جفاه الأهل والعشيرة، فهو بينهم ذليل حقير محتمل للجفاء، صابر على الأذى، حتى أعز الله عز وجل الاسلام، وكثر أنصاره * وعلا أهل الحق، وانقمع أهل الباطل، فكان الاسلام في ابتدائه غريبا بهذا المعنى.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - وسيعود غريبا معناه - والله أعلم - أن الأهواء المضلة تكثر، فيضل بها كثير من الناس، ويبقى أهل الحق الذين هم على شريعة الاسلام غرباء في الناس لقلتهم.
ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
[9] - تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة فقيل: من هي الناجية؟ فقال: ما أنا عليه وأصحابي.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست