أخذت طيبا فأصابته ثم دنت إلى أبي طلحة فأصابها فقالت يا أبا طلحة لو رأيت جيرانا أعاروا جيرانا لهم عارية حتى ظنوا أن قد تركوها لهم فلما طلبوها منهم وجدوا في أنفسهم قال بئسما صنعوا فقالت فإن الله قد أعارك فلانا ثم قبضه منك وهو أحق به فغدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فأخبره الخبر فقال اللهم بارك لهما في ليلتهما فحملت بعبد الله بن أبي طلحة فوضعته من آخر الليل فقالت لا تهجه حتى يصبح فلما أصبحت غسلته وسررته ثم دعت أنسا فقالت يا بني اذهب بأخيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فأقبلت أحمله وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم في إزار ومعه مسحاة فقال يا أنس ما هذا معك قلت أخي يا رسول الله فقال ناولنيه فناولته إياه فدعا بتمر فمضغه ثم حنكه فتلمظ الصبي فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حب الأنصار التمر حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كان لأبي طلحة بن من أم سليم فمات فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بموت مشهور حتى أكون أنا الذي أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءه وشرابه فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فلما شبع وروى وقع بها فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عاريتهم أهل بيت آخرين فطلبوا عاريتهم الهم أن يحبسوا عاريتهم قال لا قالت فأحتسب ابنك قالت فغضب ثم قال تركتيني ثم تلطخت بما تلطخت ثم
(١١٧)