الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي يا عدو الله إنه لا بأس على أبي والله مخزيك قال فعلام تبكين والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل المصر ما بقي منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الان فقال علي للحسن رضي الله تعالى عنهما إن بقيت رأيت فيه رأيي وإن هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فإني سمعت رسول الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور وذكر أن جندب بن عبد الله دخل على علي يسأل به فقال يا أمير المؤمنين إن فقدناك ولا نفقدك فنبايع الحسن قال ما آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر فلما قبض علي رضي الله تعالى عنه بعث الحسن رضي الله تعالى عنه إلى بن ملجم فادخل عليه فقال له بن ملجم هل لك في خصلة إني والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به إني كنت أعطيت الله عهدا أن أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فإن شئت خليت بيني وبينه ولك الله علي إن لم اقتل أن اتيك حتى أضع يدي في يدك فقال له الحسن رضي الله تعالى عنه لا والله أو تعاين النار فقدمه فقتله ثم أخذه الناس فأدرجوه في بواري ثم أحرقوه بالنار وقد كان علي رضي الله تعالى عنه قال يا بني عبد المطلب لا ألفيكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتل بي إلا قاتلي وأما البرك بن عبد الله فقعد لمعاوية رضي الله تعالى عنه فخرج لصلاة الغداة فشد عليه بسيفه وأدبر معاوية هاربا فوقع السيف في أليته فقال إن عندي خبرا أبشرك به فإن أخبرتك أنافعي ذلك عندك قال وما هو قال إن أخا لي قتل عليا في هذه الليلة قال فلعله لم يقدر عليه قال بلى إن عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه فأمر به معاوية رضي الله تعالى عنه فقتل فبعث إلى الساعدي وكان طبيبا فنظر إليه فقال إن ضربتك مسمومة فاختر مني إحدى خصلتين إما أن أحمي حديدة فأضعها موضع السيف وإما أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها فإن ضربتك مسمومة فقال له معاوية أما النار فلا صبر لي عليها وأما انقطاع الولد
(١٠٠)