المعجم الأوسط - الطبراني - ج ٨ - الصفحة ٣٢٥
ثم إنه دخل على عائشة فقالت يا رسول الله أطعمت (ك / 234 - ب) شيئا منذ اليوم فإني أجد منك ريح مغافير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد شئ عليه أن يوجد منه ريح شئ فقال هو عسل والله لا أطعمه أبدا حتى إذا كان يوم حفصة قالت يا رسول الله إن لي حاجة إلى أبي إن نفقة لي عنده فائذن لي أن آتيه فأذن لها ثم إنه أرسل إلى مارية جاريته فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع ووجهه يقطر عرقا وحفصة (2 / 256 - ب) تبكي فقال ما يبكيك فقالت إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها على فراشي ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن أما والله ما يحل لك هذا يا رسول الله فقال والله ما صدقت أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي أشهدك أنها علي حرام ألتمس بذلك رضاك انظري ألا تخبري بهذا امرأة منهن فهي عندك أمانة فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت ألا أبشرك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم أمته وقد أراحنا الله منها فقالت عائشة أما والله لقد كان يريبني أنه يقيل من أجلها فأنزل الله عز وجل يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن تظاهرا عليه فهي عائشة وحفصة وزعموا أنهما كانتا لا تكتم إحداهما الأخرى شيئا وكان لي أخ من الأنصار إذا حضرت وغاب في بعض ضيعته حدثته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [و] إذا غبت في بعض ضيعتي حدثني فأتاني يوما وقد كنا نتخوف جبلة بن الأيهم الغساني (ك / 235 - أ) فقال ما دريت ما كان فقلت وما ذاك لعل جبلة بن الأيهم الغساني يذكر فقال لا ولكنه أشد من ذلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فلم يجلس كما كان يجلس ولم يدخل على أزواجه كما كان يصنع وقد اعتزل في مشربته وقد تركت الناس يموجون ولا يدرون ما شأنه فأتيت والناس في المسجد يموجون ولا يدرون فقلت يا أيها الناس كما أنتم
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»