أبي هلال عن يزيد بن رومان عن ابن عباس قال كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عز وجل وإن تظاهرا عليه فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة فقلت لئن لم أسأله في هذه الحجة لا أسأله فلما قضينا حجنا أدركناه وهو ببطن مرو قد تخلف لبعض حاجته فقال مرحبا يا ابن عم رسول الله ما حاجتك قلت شئ كنت أريد أن أسألك عنه يا أمير المؤمنين فكنت أهابك فقال سلني عم شئت فإنا لم نكن نعلم شيئا حتى تعلمنا فقلت أخبرني عن قول الله عز وجل وإن تظاهرا عليه من هما (ك / 234 - أ) فقال لا تسأل أحدا أعلم بذلك مني كنا بمكة لا تكلم أحدنا امرأته إنما هن خادم البيت فإذا كان له حاجة سفع برجليها فقضى منها حاجته فلما قدمنا المدينة تعلمن من نساء الأنصار فجعلن يكلمننا ويراجعننا وإني أمرت غلمانا لي ببعض الحاجة فقالت امرأتي بل اصنع كذا وكذا فقمت إليها بقضيب فضربتها به فقالت يا عجبا لك يا ابن الخطاب تريد ألا تكلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمنه نساؤه فخرجت فدخلت على حفصة فقلت يا بنية انظري لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ولا تسأليه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عنده دنانير ولا دراهم يعطيكهن فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسليني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس ثم دخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهم ويدعو لهن فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها وإنها أهديت لحفصة بنت عمر عكة عسل من الطائف أو من مكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها يسلم حبسته حتى تلعقه منها أو تسقيه منها وإن عائشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية عندها حبشية يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلي عليها فانظري ما يصنع فأخبرتها الجارية ما يصنع بشأن العسل فأرسلت عائشة إلى صواحبها فأخبرتهن وقالت إذا دخل عليكن فقلن إنا نجد منك ريح مغافير
(٣٢٤)