(قال) أبو حنيفة الدينوري في كتاب أخبار الطوال ماتمحمد ابن الحنفية بأبلة الشام وهو غلط، وكان أبو محمد كيسان بن كرب الضرير يقول بأمامة ابن الحنفية واليه تنسب الكيسانية. وكثير بن عبد الرحمان (1) وحيان السراجوالسيد ابن محمد الحميري (2) وقد رجع السيد ابن محمد عنه واعتذر إلى جعفر بن محمد عليه السلام بقوله له:
(١) - هذا هو كثير عزة الشاعر الشهير صاحب عزة بنت جميل، توفى هو وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد سنة ١٠٥ ه بالمدينة وصلى عليهما في يوم واحد بعد الظهر فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس، وله شعر في محمد ابن الحنفية ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان وغيره.
(٢) - هو السيد إسماعيل الحميري، ولد بعمان - بضم العين المهملة كورة على ساحل البحر اليماني - سنة ١٠٥ ه، وهاجر والده إلى البصرة فنشأ الحميري بها وكان والداه أباضيين - من الخوارج - فنشأ بحجرهما حتى إذا عقل وعرف نفسه تركهما واتصل بالأمير عقبة بن سلف وتزلف لديه حتى مات والداه فورثهما ومن ثم غادر البصرة وتوجه إلى الكوفة وأخذ الحديث فيها عن الأعمش وعاش مترددا بين البصرةوالكوفة قال ابن المعتز في طبقاته كان السيد أحدق الناس بسوق الأحاديث والاخبار والمناقب وفى الشعر، لم يترك لعلي بن أبي طالب عليه السلام فضيلة معروفة إلا ونقلها إلى الشعر وكان يمل الحضور في محتشد لا يذكر فيه آل محمد عليهم السلام، ولم يأنس بحفلة تخلو عن ذكرهم ولقد عاصر الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد بن مروان بن الحكم، والسفاح، والمنصور، والمهدى، والهادي والرشيد، وكانت وفاته في الرميلة سنة 179 ه، وكفن بأكفان وجهها إليه الرشيد وصلى عليه أخو الرشيد علي بن المهدى وكبر خمسا على طريق الامامية، ووقف على قبره إلى أن سطح بامر من الرشيد، ودفن في جنينة من الكرخ مما يلي قطعة ابن يونس صاحب المنصور، وأخبار الحميري كثيرة أنظرها في المعاجم.