الدين بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه من الاعتقاد فتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى منهم من يظن نفسه سنيا ومنهم الصوفي والخوارج والجهمية وشتى صنوف البدع ذلك أنهم أغلقوا باب الشرع ليفتحوا باب الجمع غثاء السيل وحطب ليل والاعتقاد لا يجوز الاختلاف فيه وإنما الاعتصام بالكتاب والسنة وإلا فالواحد جماعة ولهذا بسطه تنبيه زعيم فتنة القرآن القاضي الجهمي أحمد بن دؤاد ويختصر فيقال ابن أبي دؤاد فانتبه لا يتصحف عليك لفظا وظنا وسبق في أصول السنة قول ابن أبي داود في أهل الرأي ومما طعن به عليهم القول بالجهمية في مسألة القرآن كما هو مفصل في السنة لعبد الله بن أحمد والضعفاء لابن عدي والتاريخ للخطيب وغيرها في ترجمة أئمتهم مسألة الرؤية رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة وفي الجنة 6 وقل يتجلى الله للخلق جهرة * كما البدر لا يخفى وربك أوضح 7 وليس بمولود وليس بوالد * وليس له شبه تعالى المسبح 8 وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا * بمصداق ما قلنا حديث مصرح 9 رواه جرير عن مقال محمد * فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في الرؤية رواه البخاري ومسلم وله شواهد كثيرة وقد صنف جمع من العلماء في ذلك تصانيف مفردة أو مجموعة في كتب السنة ومن المفرد في الرؤية ما صنفه الدارقطني وابن النحاس وإنكار الجهمية
(٣٢)