بعضهم ان بني إسرائيل لينتظرون ذلك ما يشكون فيه وقد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب فلما هلك قالوا ليس كذلك ان الله عز وجل وعد إبراهيم قال فرعون فكيف ترونه فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالا معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه ففعلوا ذلك فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصغار يذبحون قالوا يوشك أن تفنوا بني إسرائيل فتصيرون إلى أن تباشروا من الأعمال التي كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فيقل نباتهم ودعوا عاما فلا يقتل منهم أحد فينشأ الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إلى ذلك فأجمعوا أمراهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته علانية آمنة فلما كان من قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن وذلك من الفتون يا بن جبير ما دخل منفي قلب أمه مما يراد به فأوحى الله تبارك وتعالى إليها أن لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين وأمرهم إذا ولدت أن تجعله في تابوت فتلقيه في اليم فلما ولدت
(١١)