مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج ٥ - الصفحة ١٢
فعلت ذلك به فلما توارى عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها ما صنعت بابن لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من أن ألقيه بيدي إلى زفرات البحر وحيتانه فانتهى الماء به حتى انتهى به فرضة مستقى جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال بعضهن إن في هذا مالا وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه بهيئته لم يحركن منها شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاما فألقي عليه منها محبة لم تجد مثلها على أحد من البشر قط فأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر شئ إلا من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا بن جبير فقالت لهم اتركوه فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فاستوهبه منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وان أمر بذبحه لم ألمكم فأتت به فرعون فقالت قره عين لي ولك قال فرعون يكون لك فأما لي فلا حاجة لي في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أحلف به لو أقر فرعون بأن يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله به كما هدى امرأته ولكن حرمه ذلك
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»