حدثني رجل من بني سليم قال كان عمرو بن مسعود رجل من بني سليم ثم أحد بني ذكوان نزل الطائف وكان صديقا لأبي سفيان وأخا وكان له مال وولفذهب ماله ودرج ولده وأتى للشيخ عمر حتى إذا استخلف معاوية أتاه بالخلة التي كانت بينه وبين أبي سفيان فقام ببابه سنة وبعض أخرى لا يصل إليه ثم إن معا ويظهر يوما للناس فكتب إليه في رقعة يا أيها الملك المبدي بنا ضجرا * لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا ما بال شيخك مخنوقا بجرته * لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا ومر حول ونصف ما يرى طمعا * يدنيه منك وهذا الموت قد حضرا قد جاء ترعش كفاه بمحجنه * لم يترك الدهر من أولاده ذكرا قد قسرته أمور فاقسأن لها * وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا نادى وكلكل هذا الدهر يعركه * قد كنت بابن أبي سفيان معتصرا فاذكر أباك أبا سفيان إن لنا * حق عليه وقد ضيعتنا عصرا فلما قرأ كتابه دعا به فقال كيف أنت وكيف عيالك وحالك فقال ما يسأل أمير المؤمنين عمن ذبلت بشرته وقطعت ثمرته فأبيض الشعر وانحنى الظهر فقد كثر مني ما كنت أحب أن يقل وصعب مني ما كنت أحب أن يذل فأجمت النساء وكن الشفاء وكرهت المطعم وكان المنعم وقصر خطوي وكثر سهوي فسحلت مريرتي بالنقض وثقلت على وجه الأرض وقرب بعضي من بعض فنحف وضعف وذل وكل فقل انحياشه وكثر ارتعاشه وقلى معاشه فنومه سبات وفهمه تارات وليله هفات كمثل قول عمك أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد * تزقو لدى جدثي أو لا فبعد غد أردى الزمان حلوباتي وما * جمعت كفاي من سبد الأموال واللبد حتى إذا صرت من مالي ومن ولدي * مثل الخلية سبروتا بلا عدد أرسى يكد صفاتي حد معوله * يا دهر قدنمما تبتغيه قدي والله لو كان يا خير الخلائف * ما قاسيت في أحد دكت ذرى أحد أو كان بالفرد الحولي لا تصدعت * من دونه كبد المستعصم الوحد لما رأى يا أمير المؤمنين به * تقلب الدهر من جمع إلى بدد
(١٤٧)