كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ١١٠
السفود، فأخرجه إليه من ذلك الباب. قال: فعرقه حتى سمعت عرقه إياه. قال: ثم جاء به فأسنده في زاوية الصفة. قال: فقام الفتى فضرب على أبيه الباب حتى أيقظ، فقال: من هذا؟ قال: فلان أخرج إلي. قال: لا. قال: إنه قد حدث أمر عظيم، ففتح له. قال: أسرج لي فأسرج له، فأتى باب معاوية - رضي الله عنه - فطلب الإذن حتى وصل إليه، فحدثه الحديث. قال: من سمع هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين سمعه ابن أخيك فلان، قال: ومعك هو؟ قال: نعم. قال: فأدخله عليه فحدثه الحديث، قال: فكتب تلك الساعة، وتلك الليلة فكانت كذلك ".
(177) - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي، حدثنا ابن إدريس، حدثني أبي، عن وهب بن منبه قال:
" كان يلتقي هو والحسن البصري في الموسم في كل عام، في مسجد الخيف إذا هدأت الرجل، ونامت العيون ومعهما جلاس لهم يتحدثون إليهم، فبينا هما ذات ليلة يتحدثان مع جلسائهما إذا أقبل طائر له خفيف حتى وقع إلى جانب وهب في الحلقة، فسلم فرد وهب عليه السلام، وعلم أنه من الجن، ثم أقبل عليه يحدثه.
فقال وهب: من الرجل؟ قال: رجل من الجن، من مسلميهم. قال وهب: فما حاجتك؟ قال: أو تنكر علينا أن نجالسكم، ونحمل عنكم العلم، إن لكم فينا رواة كثيرة، وإنا لنحضركم في أشياء كثيرة، من صلاة، وجهاد، وعيادة مريض، وشهادة جنازة، وحج، وعمرة، وغير ذلك، ونحمل عنكم العلم، ونسمع منكم القرآن.
فقال له وهب: فأي رواة الجن عندكم أفضل؟ قال: رواة هذا الشيخ، وأشار إلى الحسن، فلما رأى الحسن وهبا قد شغل عنه قال: يا أبا عبد الله من تحدث؟ قال:
بعض جلسائنا، فلما قاما من مجلسهما، سأل الحسن وهبا فأخبره وهب خبر الجني، وكيف فضل رواة الحسن على غيرهم. قال الحسن لوهب: أقسمت عليك أن لا تذكر هذا الحديث لأحد، فإني لا آمن أن ينزله الناس على غير ما جاء. قال وهب: فكنت ألقى ذلك الجني في الموسم كل عام فيسألني وأخبره، ولقد لقيني عاما في الطواف،
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 » »»
الفهرست