كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ١٠٤
الذي بلغ من أمري حتى صرت إلى ما أرى؟ قال: قلت: يا أخي لا تسألنا. فقال:
خلوا سبيله، وأطلقوه من الحديد الذي هو فيه. قال: فقلت له: قد رأيت الذي لقينا منه، وأخاف أن يذهب على وجهه. قال: لا والله لا يعود إليه إلى يوم القيامة فأطلقوه، فأطلقناه فأقبل علي بعدما أطلقناه، فقال: يا أخي ما كان من أمري حتى صرت إلى ما أرى. قلت: لا تسألني. قال: خلوا عنه. فقلت له: رحمك الله أحسنت إلينا، ولكن بقي شئ أخبرني به. قال: ما هو؟ قلت: إنك حين قلت لنا ما قلت نذرت إن الله عز وجل عافى أخي أن أحج ماشيا مزموما؟ قال: والله إن هذا لشئ ما لنا به علم، ولكن أدلك، اهبط هذا الموضع - موضعا قد سماه - فأت البصرة فاسأل عن الحسن ابن أبي الحسن فاسأله عن هذا، وانته إلى قوله فإنه رجل صالح... قال: فجئنا إلى باب الحسن فاستأذنت، فخرجت الجارية ثم رجعت، إليه فقالت: هذا أبو ياسين بالباب. قال: قولي له فليدخل، فدخلت فإذا هو في غرفة أظنها من قصب، وإذا في الغرفة سرير مرمول من شريط، وإذا الحسن قاعد عليه، فسلمت فرد علي السلام، فقال: يا أبا ياسين إنما عهدي بك من ساعة، فما حاجتك؟ قلت: يا أبا سعيد معي غيري فأذن له، قال: نعم، فقال للخدم: ائذنوا له. قال: فدخل إليه فسلم، ثم قعد معه فقلت له: أعد حديثك كما حدثتني، فأخذ في أوله، والحسن مستقبله حتى انتهى إلى قوله أئته فاسأله فإنه رجل صالح، فبكى والله الحسن، وقال: أما الزمام فمن طاعة الشيطان فلا تزم نفسك، وكفر عن يمينك، وأما المشي فامش إلى بيت الله عز وجل، وأوف بنذرك ".
(164) - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد، ثنا أبو إسحاق: قال:
" خرج زيد بن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة، فقال: ما هذا؟ قال: ما هذا؟ قال: رجل من الجن، أصابتنا السنة، فأردنا أن نصيب من ثماركم، أفتطيبونه؟
قال: نعم، ثم خرج الليلة الثانية فسمع فيه أيضا جلبة، فقال: ما هذا؟ قال: رجل من الجن، أصابتنا السنة، فأردنا أن نصيب من ثماركم، أفتطيبونه؟ قال: نعم. فقال له
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست