البيت: ويلك ألم تحج، ويلك ألم تحج، فعصمني الله عز وجل إلى الساعة ".
(173) - وحدثت عن إسحاق بن إسماعيل، عن بكر العابد قال: كنت بقزوين فسمعت هاتفا يهتف بالليل:
قسى قلبي فيأبى أن يلينا * أنام وأغبط المتهجدينا (174) - حدثني الحسن بن الصباح، ثنا مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن عبدة ابن أبي لبابة، عن عبد الله بن أبي بن كعب: أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر، وكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد السلام، فقلت: ما أنت؟ أجني أم أنسي؟ قال: جني.
قلت: ناولني يدك فناولني يده فإذا يد كلب، وشعر كلب، قلت: هكذا خلق الجن؟
قال: لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني. قلت: ما حملك على ما صنعت؟ قال:
بلغني أنك رجل تحب الصدقة، فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال: فقال له أبي:
فما الذي يجيرنا منكم؟ قال هذه الآية، آية الكرسي، فغدا أبي - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدق الخبيث ".
(175) - حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الجرجاني، ثنا زيد بن الحباب العكلي، حدثني عبد المؤمن بن خالد الحنفي من أهل مرو، أنا عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته؟ قال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين، فجعلت التمر في غرفة، قال: فوجدت فيه نقصانا، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:
" هذا الشيطان يأخذه " قال: فدخلت الغرفة، وأغلقت الباب علي، فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصور في صورة ثم تصور في صورة أخرى، فدخل من شق