كتاب العقل وفضله - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦
فلقد كان رحمه الله تعالى إلى جانب تآليفه الضخمة في الحديث وغيره كان يولي الزهد والرقائق والأخلاق والإشارات والدقائق. اهتماما بالغا ألف رسائل في هذه الفنون كثيرة رائعة ومثيرة. منها في المنامات والقبر، وذكر الموت، وذم الملاهي، و الفرج بعد الشدة، والتوكل على الله، والحلم، ومن عاش بعد الموت، والصمت، و العقل وفضله، وحسن الظن بالله، والأولياء، وقضاء الحوائج، واليقين والشكر لله عز وجل، والغيبة والنميمة، والهواتف. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة إطلاعه من الناحية العلمية. ويدل كذلك على اهتمامه بالجوانب الأخلاقية والرقيقة في حياة العامة والخاصة.
فالتآليف والمجلدات هي لا شك للخاصة من أهل العلم والأدب. وأما العامة فهي لا تدنو من هذه اللجج المتلاطمة، إنما تكتفي بالضحضاح من الأمواه والشطآن لذا فقد كتب لهم مثل هذه الرسائل لتهذيب أخلاقهم وتشذيب مسارهم لما فيها من الترغيب والترهيب. والتحبب والتأنيب.
و بما أن مؤسسة الكتب الثقافية أخذت على نفسها عهدا أن تكون في مهنتها رسالة وضاءة، ولعما لألاءة ملتزمة بكل قواعد الأخلاق والشرع فإنها تقدم اليوم لقرائها سلسالا فرانا، من معين تاريخنا الذي لا ينضب ولا يغور لعله يشبع غرثة الجائعين ويروي غليل الصادئين.
و ها هي رسائل ابن أبي الدنيا بين يديك من ضمن سلسلة نقدمها تباعا بإذن الله تعالى.. سائلين المولى عز وجل أن ينجح قصدنا ويوفقنا لما يحب ويرضى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
الناشر
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»